أرمنت هي مدينة صغيرة وعاصمة مركز أرمنت بمحافظة قنا بمصر. تبعد أرمنت حوالى 691 كم جنوب القاهرة العاصمة وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل وتبعد عن مدينة الأقصر حوالى 20 كم. احتلت أرمنت موقعا جغرافيا و تاريخيا ممتازا و ذلك لموقعها و قربها من عاصمة مصر الفرعونية طيبة (الأقصر حاليا) و قد مرت مدينة أرمنت شأنها سائر المدن المصريه بعدة مسميات فكان اسمها الفرعونى " أنوكعت " أى مدينة الشمس المشرقة ثم سميت "أيون منت" أى مدينة الآله منتو و كانت عاصمة الإقليم الجنوبى و كانوا يسمونها المدينة لأنها أم المدائن في العصر الأمبراطورى المصرى و سميت في اليونانية (هرمنتيس) ثم تحولت في القبطية لى هرمنت وفى العربية إلى دمت أو أرمنت.
كانت أرمنت مركزا لعبادة إله الحرب والضراوة منتو.ومنذ الاسرة العاشرة انتقل البيت الملكى من أرمنت إلى طيبة (الأقصر) و جعلوا منها دارا للحكم و عاصمة للبلاد و بعد أن كانت مجرد مدينة عادية فبدأت شهرتها تطغى على شهرة أرمنت حاضرة الاقليم القديم و مسقط رأس الملوك و ظلوا في الوقت نفسه أوفياء لرب أرمنت ونسبوا أسمائهم إليه مثل منتو. و أصبحت أرمنت منذ الاسرة التاسعة والعشرين أى في القرن الخامس قبل الميلاد تحوى جبانة العجل المقدس "بوخيس" المعروفة بالبخيوم الموجود اطلالها بمعبد أرمنت الحيط.
إخناتون أول من نادى برسالة التوحيد و عرف الإله الواحد ولد في أرمنت وتربى على يد كهنتها. من أرمنت كان يخرج موكب عروس النيل كل عام و منها كانت تزف إلى نيل مصر الخالد. في العصر الرومانى كانت أرمنت مدينة هامة حيث كانت عاصمة للأقليم الهرمنتبولى تضرب فيها النقود و تصنع فيها الميداليات وكانت قاعدة حربية هامة. وفى العصر القبطى كان بها أسقفة كبيرة ومن أهم الآثار المسيحية "دير مارى جرجس" الذى يرجع تاريخه إلى 1500. سنة غير الدير الآثرى القديم. و في العصر الوسيط كانت كورة مركز وكان بها مدرسة كبيرة وفيها كثير من العلماء و الادباء و الشعراء و كانت في العصر الفاطمى قاعدة هامة لنشر المذهب الشيعى ونقل المفسرين أنه لبى فرعون ثمانون ساحرا من ارمنت امنوا برب موسى وصلبهم فرعون.
ومن الطريف أن تاج رمسيس الثانى كشفته بعثة أثرية تستعمله امرأة في أرمنت الحيط. البئر الاثرى بمعبد أرمنت الحيط عمدت فيه الملكة كليوباترا ابنها قيصرون إمبراطورا على مصر و وقفت أرمنت مع كليوباترا في ثورتها على بطليموس الثامن وتحالفت معها وقاومته لمدة 18 شهرا حتى استولى عليها. وتقول كتب التاريخ أن سيدنا يوسف تم بيعه في سوق أرمنت كما يقال أن أم النبي موسى قامت بإلقائه في اليم في مواجهة قرية الديمقراط شرقا و تحرك به النهر حتى قصر فرعون في طيبة حيث التقطته امرأة فرعون. كان بأرمنت بوابة ضخمة بنفس تصميم قوس النصر الشهير بباريس عاصمة فرنسا تعلوه ساعة شمسية دقيقة ثم تم هدمها. عمرو القاضي